شريط إخباري من أقوال سماحة السيد : إن السلام الحقيقي لا يعطى ولا يمنح إنما يفرض بالقوة
 
 
أخر تحديث لكلمات سماحة السيد في 9- 10 - 2021 الساعة 1.30 ليلا
   

 

إضاءات نورانية

 

خطبة السيدة زينب عليها السلام في مجلس الطاغية يزيد هزت أركان الحكم الأموي أما خطبة الإمام علي ابن الحسين عليه السلام فقد فضحته أمام الملئ وأمام التاريخ وأفشلت المخطط في القضاء على الإسلام وطمس معالم الملحمة الحسينية المعظمة في كربلاء

الحسين عليه السلام حج حجاً لم يشهد التاريخ مثيلاً له من قبل حيث كان الإحرام والثياب والسعي والتلبيات من نوع خاص حيث بدأ حجه بوقوفه عليه السلام على تل في كربلاء وأحرم بعد أن إرتدى ثيابا بالية رافعاً رأسه إلى السماء منادياً إلهي أحرم لك رأسي عن الإتصال ببدني وبدني من القيام على رجلي وعظمي عن التركيب ويدي عن أخذ شيئ بها وكبدي عن شرب الماء فأشرق وجهه كأنه كوكب دري وسعى ما بين مخيمه والميدان لقتال الأعداء عطشانا بلا ناصر أو معين أما الأضاحي التي قدمها في حجه في كربلاء فكانت أولاده وإخوته وأبناء إخوته وأصحابه عليهم السلام وأصغر أضحية كانت ذبح ولده عبد الله الرضيع في حجره حيث أخذ بدمائه ورمى بها نحو السماء منادياً إلهي تقبل مني هذا الفداء إلهي تقبل مني هذا القربان فهل رأيت أضاحي في التاريخ كأضاحي الحسين عليه السلام وهل رأيت حجاً كحجه لذلك حج عاشوراء كان حالة خاصة وفريدة في التاريخ الإسلامي ففي هذا الحج الخاص سجد الحسين عليه السلام ابن وليد الكعبة بدمائه على تراب كربلاء مناجياً ربه إلهي وفيت بعهدي إلهي وفيت بعهدي

بعض السذج يفهمون حركة الحسين عليه السلام وشهادته بطريقة خاطئة ويصرحون بسذاجة ووقاحة وجهل قائلين ألم يكن حرياً بالحسين عليه السلام بأن ينزل على حكم يزيد حتى يحقن دمائه ودماء عائلته في تلك الصحراء الجرداء القاحلة لما لم يفعل كما فعل أخوه الإمام الحسن عليه السلام الجواب بسيط أولاً الأمويون لا عهد لهم ولا دين فمعاوية بعد توقيع عقد الصلح مع الإمام الحسن عليه السلام أمر بقتله بالسم وقال لأهل الكوفة ما قاتلتكم لتصوموا ولا لتصلوا ولا لتحجوا ولا لتزكوا قد عرفت أنكم تفعلون ذلك ولكن إنما قاتلتكم لأتأمر عليكم ، والحسين عليه السلام أوضح للناس بأن يزيد ابن معاوية كأبيه لا دين له وسوف يقتله ولو كان معلقاً بأستار الكعبة إذاً العملية لإغتياله كانت معدة وجاهزة في كربلاء نعم هي كذلك لأجل ذلك أسرع عليه السلام بالخروج من المدينة بعد وصول آلاف الرسائل إليه تطالبه بالمجيء الى الكوفة، ولأنه عليه السلام كان يعلم بأنه سوف يقتل بي بيعة أو من دون بيعة كان يقول للمبعوثين بالأمان له ولعائلته والله لو كنت تحت هامة من هوام الأرض لإستخرجوني وقتلوني وبعد مغادرتهم كان يقول ليتهم يعلمون ليتهم يعلمون بمعنى أن القضاء قد أبرم بنزوله في كربلاء وبمقتله وعائلته فيها الحسين عليه السلام لم يكن مخيراً في النهاية الحسين عليه السلام أصبح مسيراً للخروج والنزول في كربلاء وهو كان راضياً بتلك الخاتمة السعيدة التي ليس فوقها سعادة وهو كان يقول عن ذلك واختير لي مصرعاً أنا ملاقيه إذاً أُختير له المصرع مع الزمان والمكان وأسماء الشهداء والأسرى عوامل المشهد المقدس لأعظم ملحمة مقدسة في التاريخ كانت مكتملة ولم يكن ينقصها إلا التنفيذ بالخروج والنزول في كربلاء وتقديم القرابين العلوية والحسنية والحسينية على مذابح الشهادة ليبزغ والفجر وليال عشر ساطعاً بعد ذلك من 61للهجرة إلى يومنا وما بعد بعد يومنا هذا إلى ما شاء الله تعالى

الحسين عليه السلام في الساعات الاخيرة من حياته كان كيانه كله خارجاً عن نطاق المشهد المقدس للشهادة لأنه كان يتحضر لأعظم لقاء لقاء قد طال إنتظاره طويلاً مع رب الأرباب وملك الملوك وجبار الجبابرة فأراد أن يكون حاضرا لذلك المشهد المقدس العظيم والمهيب

الحسين عندما سقط عن ظهر جواده خر الكرم والجود معه على صعيد كربلاء لأنه عليه السلام كان يمثل كل تلك الصفات وأكثر

السيدة زينب عليها السلام عندما رأت الحسين سلام الله عليه على تراب كربلاء في تلك الحالة كادت أن تفارق روحها الدنيا كادت أن تموت لأنها كانت ترى فيه النبوة والإمامة وضلع فاطمة وكبد الحسن فعندما رأته صريعاً على الأرض بتلك الحالة نادت ليت السماء قد أطبقت على الأرض وما عليها من هول ما رأت

مشهد العباس عليه السلام وهو مجندلاً عند نهر العلقمي بلا كفين أذهل العقيلة زينب عليها السلام وكادت أن تنهار لأنها كانت ترى كأن أبوها علياً عليه السلام هو المُسجى على صعيد كربلاء ولكن المهمة التي كانت ملقاة على عاتقها جعلتها تتماسك وتثبت وتقوى بشهادة العباس ولتقول بإيمان راسخ فيما بعد ما رأيت إلا جميلا

حب وشغف الحسين عليه السلام بعلي الأكبر كان أعظم من شغف وحب يعقوب ليوسف عليهما السلام لأن جمال علي الأكبر كان بالدرجة الأولى جمالاً محمدياً علوياً فاطمياً حسينيا

يعقوب عليه السلام إنتهى هجره بعودة يوسف إليه فاكتحلت عيناه برؤياه أما حضرة سيد الشهداء عليه السلام فرأى علي الأكبر صريعاً أمام عينيه فكادت روحه الشريفة أن تخرج من بدنه فنادى برفيع صوته ألا بعداً لقوماً قتلوك يا بني

المشهد الحسيني في كربلاء على عظمته ومصيبته كان يخط بالدم رسالة خالدة للأجيال القادمة أن الظلم والطغيان مهما طغى وتجبر فإن الدماء التي تسيل في مواجهته لا بد أن تنتصر وتكتب تاريخاً جديداً للأمة مملوءاً بالأمل والغد المشرق

إن الصرخة الحسينية التي صدحت وانطلقت من كربلاء هل من ناصر ينصرنا ما زالت حتى الآن تسري مدوية من أجل نصرة الحق وأهله ونصرة المظلوم وأما تلبيتها فهو لبيك يا حسين فمن حملها وعمل بها وسار في دربها نجى ومن تخلف عنها ندم وهوى

إن سيد الشهداء عليه السلام عمل من خلال نهضته وثورته على إحياء الروح الثورية في كل زمان وفي كل مكان ضد الظلم وضد الظالمين أينما وجدوا وأينما كانوا وأينما حلوا

يعقوب عليه السلام عندما غادره أولاده الى مصر كان يعلم بأنهم سيعودون جميعاً إليه بمن فيهم يوسف أما سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام فعند خروجه الى كربلاء كان يسترجع ويقول إنا لله وإنا إليه راجعون لأنه كان يعلم بأن أولاده سوف يقتلون أمام عينيه واحداً تلو الاخر بمن فيهم حبيبه وقرة عينه علي الأكبر شبيه رسول الله صلوات الله وسلامه عليهم

الحسين عليه السلام عندما كان يرى أولاده يسقطون شهداء كان من ناحية يسر ويستبشر ومن ناحية أخرى يبكي ويناجي ربه أما في الحالة الأولى فلأنهم كانوا يقدمون أنفسهم قرابين من أجل دين الله تعالى ليبقى ويستمر وبقدمون امثولة ودروساً للأجيال القادمة في التضحية والإباء لذلك كان يناجي ربه بعد سقوط كل شهيد أرضيت يا رب خذ حتى ترضى ومن الناحية الثانية كان يتألم وهو يرى الصفوة من العترة النبوية كيف يقتلون بدم بارد وكيف كانت تتقاطر عليهم الأعداء من كل حدب وصوب من أجل التقرب بدمائهم الزكية الى الظالم وبعد كل هذا وذاك مع كل تلك المصائب والمصاعب والإبتلاءات نراه يقف مسلماً أمره لربه مناجيا إياه بما معناه أنني يا رب تركت كل شيئ من أجلك أنت فأنت محبوبي وأنت معشوقي وها إني يا رب قدمت أغلى ما أملك أغلى ما عندي مالي وأولادي وإخوتي وعائلتي وأصحابي وها إني أقدم لك نفسي من أجلك أنت فتقبل مني يا رب بأحسن القبول فتقبله ربه بأحسن القبول وذلك أجر المحسنين

إن حالات الصفاء والسمو الروحي والوجداني التي كان يعيشها علي عليه السلام في زهده وفي ورعه وعبادته لا يمكن وصفها بأي حال من الأحوال لأنها بينه وما بين الله سبحانه وتعالى وهي محجوبة عن الخلق حتى عن الملائكة

إن حالات العشق والهيام التي كانت تسيطر على علي عليه السلام وتجعله يتمايل كالسعفة في الليل البهيم حالات لا يمكن تصورها أو وصفها أو الشعور بها أو حتى فهمها لأنها حالات جذب خاصة من نوع خاص يصطفي بها وفيها الملك الديان سبحانه وتعالى خاصة أوليائه لمناجاته وهذا سر من الأسرار التي لا تُكشف

إن الحالات الروحية والمعنوية التي عاشها الأنبياء والأولياء لا يمكن فهمها أو سبر أغوارها لأنها حالات خاصة بهم عليهم السلام وهي تختلف باختلاف درجاتهم ومكانة قرب كل واحد منهم من حضرة الرب المتعال لذلك نرى أن كل واحد منهم عاش في حالات القرب حالات مختلفة عن الآخر ورأى ما لم يراه الآخرون لذلك هم في الإمتحان وفي البلاء وفي الشأن وفي الرفعة وفي العلم وفي المكانة مختلفون عن بعضهم البعض وفي هذا أسرار لم تكشف ولا تكشف لسبب ما أو لحكمة ما

إن إبتلاءات الأنبياء عليهم السلام كانت عبرة وتذكرة من الخالق العظيم للناس في الماضي وفي المستقبل ومعناه أنه أيها الناس حتى الأنبياء يِمتحنون في الدنيا ولا يسلمون من البلاء و الإمتحان حتى يتعظ الناس منهم وبهم ويؤمنوا ويزدادو إيمانًا وأما البلاء والإمتحان للأنبياء عليهم السلام فأجر ورفعة شأن وقرب منزلة وزلفة وحسن مآب من حضرة العفو التواب

إن الحقائق الغيبية للأنبياء والأولياء عليهم السلام المحجوبة عنا نحن أهل البلايا والرزايا حقائق لا يمكن أن نفهمها أو نستوعبها نحن البشر العاديين لأن البعض منا قد لا يتقبلها فبقيت بعيدة ومحجوبة عنا لأن البعض إن بانت له قد يكفر بالله تعالى ومثال على ذلك ما بان منها في زمن عيسى عليه السلام وفي زمن سليمان عليه السلام ولم يتحمله الناس فكفروا وازدادو عتواً وغلواً وكفرا لذلك حجبت من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر

إن الأسماء الإلهية هي عين الذات الإلهية المقدسة وليست منفصلة عنها وإلا لكانت آلهة معه سبحانه وتعالى لذلك قيل بأنه سبحانه وتعالى واحد بلا عدد قائم بلا عمد وأما أفعاله فهي عين ذاته غير منفصلة عنها ولا طارئة عليها فهي تعود إلى أسمائه سبحانه التي هي عين ذاته فلكل واحد في حضرة الواحد : الذات المقدسة والأسماء الحسنى والأفعال وفي النتيجة الذات المقدسة محجوبة عن خلقه

إن السير إلى الله في مسالك الأوهام في مسالك الغيوب عبادة لا يفهم مغذاها أو معناها إلا العارفون فمن خلالها يكشف الغطاء عن أبصارهم وتنجلي ظلمة الريب عن عقائدهم وضمائرهم فيصلون إلى رياض المكاشفة التي فيها يرتعون

إن للحب الإلهي طعم لا يعرف معناه إلا من عرف ربه فمن عرفه شرب من عذب القرب من حضرة الملك القدوس حتى يذوب في بحار العشق المتلاطمة

 

 

لتصفح أفضل للموقع يرجى إستخدام متصفح الأنترنت إكسبلورر . كما أننا ننصح بترقية متصفح انترنت اكسبلورر إلى آخر إصدار

Web analytics powered by Bayanone.org Organization - جميع الحقوق محفوظة لمجموعة شبكات الولاية - بيروت - لبنان